تُنسب لسعيد بن هبة الله الراوندي (المتوفّى ظاهراً في القرن السادس الهجري) رسالةٌ، ذكرت لها تسميات عديدة في كتب التراث الإسلامي، ومنها (رسالة في أحوال أحاديث أصحابنا وإثبات صحّتها) وقد يعبّر عنها برسالة الأخبار، أو برسالة اختلاف الأخبار، وقد وردت في الكتب التراثية بعض الروايات المنقولة عن هذه الرسالة. وتتضمّن هذه الرسالة مجموعة من الروايات من بينها رواياتٌ في عرض الحديث على القرآن الكريم.
وقد اهتمّ بتحقيق حال هذه الرسالة غير واحدٍ من العلماء المتأخّرين، منهم السيد محمّد باقر الصدر والشيخ الوحيد الخراساني، حيث عقد السيّد الصدر حولها بحثاً مطوّلاً تعرّض فيه لمدى إمكانيّة التثبّت من صحّة نسبتها للراوندي، وقد توصّل الصدر والخراساني إلى صحّتها السنديّة، رغم أنّ الراوندي الذي يقع في طبقة مشايخ ابن شهر آشوب المازندراني ومنتجب الدين الرازي، قد تُرجم من قبلهما في كتابيهما، دون أن يذكرا له هذه الرسالة.
والذي توصّلتُ إليه ، هو صحّة ما ذهب إليه غير واحدٍ من العلماء، من أنّ رسالة الراوندي لم تثبت عنه ثبوتاً شائعاً أو موثوقاً، ولا يُعلم وجود طريق إليها أساساً، بل لا يُعلم وصولها بعينها إلى أصحاب المجاميع الحديثية المتأخّرة.
وقد بحثتُ حول هذه الرسالة في كتابي (حجيّة الحديث: 253 ـ 261، الطبعة الأولى، 2016م)، فراجع.
حيدر حبّ الله
الجمعة 10 ـ 6 ـ 2022م