يُتعارف بين الكثير من المؤمنين في عيد الغدير إجراء عقد المؤاخاة أو الأخوّة، والذي ذُكر فيه أن يضع المؤمن يده اليمنى على يُمنى أخيه المؤمن، ويقول: آخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمّة المعصومين عليهم السلام على أنّي إن كنت من أهل الجنّة والشفاعة وأُذِن لي بأن أدخل الجنّة، لا أدخلها إلا وأنت معي، فيقول الآخر المؤمن: قبلت، فيقول: أسقطت عنك جميع حقوق الأخوّة ما خلا الشفاعة والدعاء والزيارة.
وقد نقل هذا العقدَ الشيخُ عباس القمي في “مفاتيح الجنان”، كما نقله المحدّث النوري في مستدرك الوسائل قائلاً بأنّه لم يعثر على هذا النصّ إلا في كتاب “زاد الفردوس” لبعض المتأخّرين، وأنّه في هذا الكتاب ـ أي زاد الفردوس ـ جاء بأنّه ينبغي في ضمن أعمال هذا اليوم إجراء عقد الأخوّة. ونُقل عن الفيض الكاشاني أنّه ذكر شيئاً من هذا القبيل. وقد اعتبر الشيخ كاشف الغطاء في كتابه “الفردوس الأعلى” أنّ المسألة مبنيّة على قاعدة التسامح، وذلك في جوابه عن سؤالٍ وُجّه إليه ينسب تداول هذا العقد بين من تمّ التعبير عنهم بـ “الأعاجم”، بما يوحي وكأنّه لم يكن متعارفاً بين العرب.
والذي توصّلتُ إليه هو أنّه لم يثبت استحباب عقد الأخوّة أو المؤاخاة هذا بعنوانه، فلو سلّمنا أنّه توجد رواية أصلاً حول الموضوع، وهو أوّل الكلام، فإنّها رواية متأخّرة جداً، مجهولة المصدر، معدومة السند، آحاديّة، هذا لو لم نوافق على بعض الإشكالات المتنيّة التي سُجّلت مؤخراً على صيغة العقد من قبل بعض الأفاضل.
حيدر حبّ الله
الثلاثاء 26 ـ 7 ـ 2022م