يُتعارف بين المؤمنين ـ حفظهم الله تعالى ـ دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليالي القدر المباركة، ويعتقد كثيرون بأنّ هذا الدعاء مستحبّ بعنوانه في ليالي القدر، وأنّه جزءٌ من البرامج الدعائيّة المنصوصة في هذه الليالي، كما ويعتقدون بصحّة نسبة هذا الدعاء للنبيّ وأهل بيته.
والذي توصّلتُ إليه، أنّ مختلف الروايات التي وردت بعنوان دعاء نشر المصحف الشريف على الرأس لم تثبت، بل هي ضعيفة جدّاً قليلة جدّاً أيضاً، بل لم يثبت إطلاقاً أنّها وردت في خصوص ليلة القدر أو من أعمالها المنسوبة إليها. وعليه، فكلّ دعاء لا يرى فيه الإنسان مشكلةً متنيّةً مضمونيّة يمكنه أن يدعو الله به، لكن إذا لم يثبت صحّته واعتباره فلا يمكنه نسبته إلى الدين أو الإفتاء باستحبابه أو البناء على ذلك أو الاستدلال به لإثبات أمر عقدي أو فقهي أو أخلاقي، بل يؤتى به بعنوان الدعاء المطلق، مع توضيح الأمر على مستوى الرأي العام.
وقد بحثتُ بالتفصيل حول هذا الدعاء ومصادره وأسانيده وصيَغه، في ردّي على سؤالٍ وُجِّه إليّ، وقد نُشر الردّ على موقعي الالكتروني، وذلك عام 2016م، ثمّ نُشر ورقيّاً في كتاب (رمضانيّات: 85 ـ 93، الطبعة الأولى، 2021م).
حيدر حبّ الله
الخميس 14 ـ 4 ـ 2022م