ذكر العديد من الفقهاء ـ السنّة والشيعة ـ استحباب تقديم الهاشمي على غيره لإمامة الجماعة، وخصّه بعضهم بحال تساويه مع غيره في سائر الصفات الموجبة للتقديم والتفضيل كالعلم والورع والتقوى والسنّ وغير ذلك. واستند بعض الفقهاء في هذا الأمر تارةً لكونه من تكريم الرسول‘، وأخرى لرواية: «قدّموا قريشاً ولا تقدّموها..»، وثالثة لخبر الفقه الرضوي الوارد في تقديم الهاشمي لصلاة الجنازة، وغير ذلك من الأدلّة والوجوه. وبنى آخرون الأمر على قاعدة التسامح في أدلّة السنن.
والذي توصّلتُ إليه هو عدم ثبوت خصوصيّة في الانتساب للنبيّ أو لقريش في تقديم المنتسِب لهما لإمامة الجماعة ولا لصلاة الجنازة. والروايات الواردة قابلة كلّها للنقاش السندي أو المصدري أو الدلالي. وقاعدة التسامح غير ثابتة. والأمر خاضع لمناقشات عدّة في مختلف الوجوه. ومحاولة الشيخ محمّد ناصر الدين الألباني (1999م) وغيره تصحيح حديث تقديم قريش ـ لأنّه في جوهره وأصله وطُرُقه حديثٌ سنّي وليس شيعيّاً ـ تبدو غير مقنعة.
حيدر حبّ الله
الثلاثاء 26 ـ 10 ـ 2021م