يظهر من الكثير من الفقهاء الشيعة ضرورة تحقّق الخروج على الإمام المنصوص المعصوم في صدق عنوان البغي على الفئة الخارجة وترتيب آثارها وأحكامها الخاصّة عليها، فالخروج على أيّ سلطة أخرى غير سلطة المعصوم، حتى لو كانت شرعيّةً، وفقاً لنظريّةٍ أو لأخرى في الفقه السياسي الإسلامي، لا يوجب ترتيب الأحكام الخاصّة بجهاد البغاة، إلا بدليل إضافي لو ثبت.
لكنّ الذي توصّلتُ إليه، أنّ الإمامة المعصومة ليست شرطاً في تحقّق مفهوم البغي حتى بالمعنى الأخصّ له، فأيّ خروج مسلّح تمرّدي على السلطة الشرعيّة هو بمثابة بغي تترتّب عليه أحكامُه الخاصّة المبيَّنَة في الفقه الإسلامي، سواء كانت هذه السلطة منصوصة معصومة أو لا.
وقد تعرّضتُ لهذا الموضوع ومنطلقاته وأدلّته ومناقشاته في دراستي حول فقه أهل البغي، والمنشورة في كتابي (دراسات في الفقه الإسلامي المعاصر 2: 393 ـ 451، الطبعة الأولى، 2011م)، فراجع حتى لا نطيل.
حيدر حبّ الله
الجمعة 25 ـ 2 ـ 2022م