• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
آراء
# العنوان تاريخ الإعداد تاريخ النشر التعليقات الزائرين التحميل
70 تقبيل يد الآخرين، وبخاصّة العالم والهاشمي والصالح و.. 2021-11-14 2021-11-14 0 1404

تقبيل يد الآخرين، وبخاصّة العالم والهاشمي والصالح و..

يعدّ تقبيل اليد من العادات الشائعة في الوسط الديني، وبخاصّة في علاقة المؤمنين بالشخصيّات الدينيّة، فهم يقبّلون أيديهم احتراماً ومحبّةً وإجلالاً، ويعبّرون بذلك عن عواطفهم وتقديرهم لهم ولمكانتهم.

والملاحظ للجدل القائم في هذا الموضوع أنّه تارةً يتمّ تناول القضيّة على مستوى الجواز والحرمة، وهنا يظهر موقف بعض من يعتبر ذلك شركاً أو تشبّهاً بالكفار.. وأخرى على مستوى الاستحباب والكراهة وعدمهما. فقد أفتى بعض العلماء، مثل النووي (676هـ) باستحباب تقبيل يد العالم والزاهد وأمثالهما، لكنّ المنسوب للإمام مالك بن أنس (179هـ) ونصوص مذهبه، كراهة تقبيل يد الغير عالماً أو سيّداً أو أباً، وعُلّل ذلك بأنّه من فعل الأعاجم الداعي إلى الكبر ورؤية النفس، وهو تعليل يستحقّ البحث تاريخيّاً واجتماعيّاً ونفسيّاً، كما أنكر مالك الروايات التي فيها تقبيل يد النبيّ ورجله. وبعضهم حاول تقديم قراءة أخرى لمذهب مالك هنا. وقد رأى بعض علماء أهل السنّة الرخصة في تقبيل يد العالم دون غيره، ورجّحوا تقبيل رأسه على تقبيل يده. كما حرّم بعضهم تقبيل الأرض أمام العالم والزاهد وأمثالهما احتراماً لهم.

وقد عقد المحدّثون باباً تحت عنوان التقبيل كما فعل الشيخ الكليني، وألّف أبو بكر المقري (381هـ) جزءاً (كتاب حديثي صغير) في تقبيل اليد لإثبات الرخصة، جمع فيه النصوص والروايات. كما صنّف السيد عبد الحسين شرف الدين كتاب «بغية السائل عن لثم الأيدي وتقبيل الأنامل» أورد فيه ثمانين حديثاً ـ كما يقول الطهراني ـ لإثبات الجواز. ومنها أربعون حديثاً من روايات الخاصّة في تقبيل يد النبيّ والأئمة وكبار الصحابة في زمانهم. ويظهر من عبارات المجلسي وغيره وجود خلاف في تقبيل يد غير النبيّ والأئمّة. ويلمح السيد محسن الأمين إلى أنّ المتعارف في القرن الثاني الهجري تقبيل رأس العلماء دون أيديهم. ويرى الشيخ جواد التبريزي أنّ كلّ تقبيلٍ لليد مكروه، إلا يد العالم والهاشمي تقرّباً لرسول الله‘، وأنّه لم يثبت استحباب تقبيل يد الوالدين وغيرهما، فيما يرى السيد محمّد تقي المدرّسي استحباب تقبيل يد الوالدين.

والذي توصّلتُ إليه هو جواز تقبيل يد أيّ شخص كان، وليس هناك دليل على تحريم تقبيل اليد بعنوانه، ما لم يلزم منه محرّمٌ ما. كما ومن الواضح عدم وجوب تقبيل يد أحد بالعنوان الأوّلي، ما لم يتعنون بعنوان ثانوي إلزامي فيجب. أمّا الاستحباب والكراهة، فلم يثبت بدليلٍ استحباب (أو كراهة) تقبيل يد غير النبيّ وأوصيائه عليهم السلام فقط، كالوالدين والأولاد والزوجين والعلماء والزهّاد والصالحين والهاشميّين و.. نعم، تعبير الإنسان عن محبّته لوالديه ـ مثلاً ـ بتقبيل أيديهما ممكن، ويكون قد فعل مستحبّاً، لكنّ المستحبّ هنا ليس التقبيل بنفسه، وإنّما هو إبداء المحبّة والاحترام بتعبيرٍ بشري عرفي.

وقد وردت ـ إماميّاً ـ في تقبيل اليد روايات عمدتها اثنتان: إحداهما خبر رفاعة بن موسى الصحيح السند على المشهور، وهو في تقبيل يد رسول الله أو من أُريد به رسول الله، فيما الخبر الآخر ـ وهو خبر عليّ بن مَزْيَد الضعيف السند ـ يفيد أنّ تقبيل اليد لا ينبغي إلا لنبيّ أو وصيّ نبي، وقد ألمح أمثال شيخ الشريعة الإصفهاني إلى تقييد أو تفسير الخبر الأوّل بالثاني، فيكون المراد بمن أريد به رسول الله ليس الذريّة النبوية ولا العلماء بل خصوص الأوصياء. ولو غضضنا الطرف عن هذا لم يبق إلا خبر رفاعة بن موسى وهو خبر آحادي ظنّي غير حجّة، لو سلّمنا دلالته على الاستحباب وليس على مجرّد الترخيص كما قد يبدو منه، فليس بيدنا دليل حجّة يثبت استحباب تقبيل يد غير النبيّ وأهل بيته الطاهرين. هذا، وفي رواية ضعيفة السند أنّ الإمام زين العابدين كان يقبّل يد السائل الذي يتصدّق عليه. وفي خبرٍ مرسل أنّ الإمام الرضا نهى عن أن يقبّل الرجلُ يدَ الرجل الآخر معلّلاً بأنّه كالصلاة له.

وعليه، فتقبيل الأيدي جائزٌ بالعنوان الأوّلي، لكن لم يثبت استحبابه ـ بعنوانه ـ في غير النبيّ وأهل بيته الكرام، بل مقتضى الاحتياط الاستحبابي تجنّبه. نعم ربما يصير بالعنوان الثانوي مستحبّاً أو واجباً أو مكروهاً أو محرّماً، والأمر حينئذٍ يتبع طبيعة تقويمنا لهذه الظاهرة وتأثيراتها الإيجابيّة والسلبيّة. وقراءتي الشخصيّة ـ على المستوى الروحي والاجتماعي والثقافي ـ هو ترجيح التخلّي عن هذه العادة مع غير الوالدين وما كان من العالي للداني، بما هي ظاهرة اجتماعيّة عامّة، أمّا صدورها كتعبيرٍ فردي عفوي هنا وهناك فلا ضير فيه.

حيدر حبّ الله

الأحد 14 ـ 11 ـ 2021م

comments are closed

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36699246       عدد زيارات اليوم : 1584