يُتعارف بقوّة بين الكثير جدّاً من المؤمنين أنّه عندما يأتي ذكر الإمام المهدي، فإنّهم يقفون ويضعون يدهم على رأسهم، ولعلّه يُفهم من جملة من العلماء في العصر الحديث نوعٌ من استحباب ذلك، بل لعلّ بعض من له رأي خاصّ في الشعائر من المعاصرين قد يرى الوجوب.
لكنّ الذي توصّلتُ إليه أنّه لم يثبت بدليلٍ معتبر استحباب خاصّ لهذا الفعل بعنوانه. نعم إذا اختار العرف أن يعبّر عن احترامه لإمامه بهذه الطريقة، فهذا أمرٌ جائز ولا بأس به ـ بل ليس مختصّاً بالإمام المهدي ـ بل قد يكون راجحاً أحياناً بمقتضى العناوين العامّة، شرط أن لا يؤتى به بقصد الورود أو بما يتلقّاه العرفُ شرعاً وديناً.
كما أنّ القيام بذلك بمقتضى العناوين العامّة لا يعني أنّ هذا الفعل جزءٌ من الشريعة الإسلاميّة أو توجيهاتها وأحكامها الواجبة أو المندوبة، وتركُه لا يعبّر عن ترك واجب ولا مندوبٍ ثابتٍ بعنوانه في الشرع.
ولمزيد اطّلاع على الأدلّة التي تُطرح حول إثبات الاستحباب الخاصّ هنا، ومناقشاتها، يمكن مراجعة كتابي (إضاءات 1: 422 ـ 426، الطبعة الأولى، 2013م).
حيدر حبّ الله
الخميس 24 ـ 3 ـ 2022م